فصل: (سورة المؤمنون: الآيات 37- 43).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



. [سورة المؤمنون: الآيات 37- 43].

{إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (39) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (43)}.

.اللغة:

غُثاءً: الغثاء: ما يحمله السيل ومثله الجفاء وهو ما تكسر وتهشّم أيضا من المرعى إذا يبس، ويجمع على أغثية كغراب وأغربة وعلى غثيان كغراب وغربان، وقال الزجاج هو البالي من ورق الشجر إذا جرى السيل فخالط زبده، وقيل ما يلقيه السيل والقذر مما لا ينتفع به، ولامه واو لأنه من غثا الوادي يغثو غثوا وكذلك القدر، وأما غثيث نفسه تغثى غثيانا أي خبثت فهو قريب من معناه ولكنه من مادة الياء وقال الزمخشري: شبههم في دمارهم بالغثاء وهو حميل السيل مما بلي وأسود من بلي العيدان والورق.

.الإعراب:

{إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} جملة مستأنفة مسوقة لتقرير معتقدهم بأن العالم قديم بالطبع ولم يزل كذلك ولم يحدث باحداث محدث والناس كالنبات ينبتون ويعودون بالموت هشيما وهذا كفر صريح وضلال بعيد وسيأتي في باب الفوائد مزيد من معتقد الدهريين. و{إن} نافيه و{هي} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{حياتنا} خبر و{الدنيا} صفة وجملة {نموت ونحيا} حالية أو مفسرة لما ادعوه من أن حياتهم هي الحياة الدنيا أي يموت بعضنا وينقرض بعضنا إلى انقراض العصر، والواو حرف عطف و{ما} نافية حجازية و{نحن} اسمها و{بمبعوثين} الباء حرف جر زائد ومبعوثين مجرور بالباء لفظا خبر ما محلا. {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ} {إن} نافية و{هو} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{رجل} خبر وجملة {افترى} صفة و{على اللّه} متعلقان بافترى و{كذبا} مفعول به، والواو حرف عطف و{ما} نافية حجازية و{نحن} اسمها و{له} متعلقان بمؤمنين و{مؤمنين} محله القريب مجرور بالباء الزائدة ومحله البعيد خبر {ما} {قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ} {قال} فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو و{رب} منادى محذوف منه حرف النداء مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة و{انصرني} فعل أمر معناه الدعاء والنون للوقاية والفاعل مستتر تقديره أنت و{بما} الباء حرف جر وما موصولة أو مصدرية و{كذبوني} فعل وفاعل ومفعول به والجملة صلة ما والجار والمجرور متعلقان بانصرني. {قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ} {عما قليل}: عن حرف جر وما زائدة وقليل مجرور بعن والجار والمجرور متعلقان بيصبحن أو بنادمين أو بمحذوف تقديره عما قليل ننصر فحذف لدلالة ما قبله وهو {رب انصرني}، واللام موطئة للقسم ويصبحن فعل مضارع ناقص والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين اسمها وهو مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال والنون المشددة نون التوكيد الثقيلة و{نادمين} خبر يصبحن. {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الفاء عاطفة وأخذتهم الصيحة فعل ومفعول به وفاعل وبالحق حال من الصيحة، {فجعلناهم} عطف على {فأخذتهم} والهاء مفعول به أول و{غثاء} مفعول به ثان والفاء حرف عطف وبعدا مصدر يذكر بدلا من اللفظ بفعله فهو مفعول مطلق لفعل محذوف واجب الإضمار لأنه بمعنى الدعاء عليهم والأصل بعدوا بعدا وللقوم صفة لبعدا ولا تتعلق به لأنه لا يحفظ حذف هذه اللام ووصول المصدر إلى مجرورها البتة ووضع الظاهر موضع المضمر للتعليل. {ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ} {ثم} حرف عطف وتراخ و{أنشأنا} فعل وفاعل ومن بعدهم متعلقان بمحذوف حال و{قرونا} مفعول به و{آخرين} صفة. {ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ} {ما} نافية و{تسبق} فعل مضارع و{من} حرف جر زائد و{أمة} مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل تسبق و{أجلها} مفعول به و{ما يستأخرون} عطف على ما سبق وذكر الضمير بعد تأنيثه لمراعات المعنى لأن أمة بمعنى قوم.

.الفوائد:

في شرح النهج لابن أبي حديد: قال قاضي القضاة: ان أحدا من العقلاء لم يذهب إلى نفي الصانع للعالم ولكن قوما من الورّاقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة لم يذهب أحد إليها وهي أن العالم قديم لم يزل على هيئته هذه ولا إله للعالم ولا صانع له أصلا وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر، ومن أشهر الذين أخذوا هذه المقالة من العرب ابن الراوندي وقد أخذ هذه المقالة ونصرها في كتابه المعروف بكتاب التاج. قلت: قد ذكر أبو العلاء المعري ابن الراوندي وتاجه هذا في رسالة الغفران ومما قاله: وأما ابن الراوندي فلم يكن إلى المصلحة بمهدي، وأما تاجه فلا يصلح أن يكون فعلا وهل تاجه إلا كما قالت الكاهنة أف.
تَتْرا سترد في باب الاعراب.
رَبْوَةٍ: الربوة والرباوة: الأرض المرتفعة وفي رائهما الحركات الثلاث وقد اختلف المفسرون في المراد بها فقيل بيت المقدس وقيل دمشق وغوطتها، وعن الحسن فلسطين والرملة.
مَعِينٍ: اسم مفعول من عان يعين كباع يبيع فهو معين كسبيع فالميم زائدة وأصله معيون كمبيوع وقد دخله الاعلال، والمعين: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض وقد اختلف في زيادة ميمه وأصالته، فوجه من جعله مفعولا أنه مدرك بالعين لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه نحو ركبه إذا ضربه بركبته، ووجه من جعله فعيلا أنه نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة، وقال الراغب: هو من معن الماء جرى وسمي مجرى الماء معيان، وأمعن الفرس تباعد في عدوه، وأمعن بحقي ذهب به، وفلان معن في حاجته أي سريع.

.الإعراب:

{ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا} {ثم} حرف عطف وتراخ و{أرسلنا} فعل وفاعل و{رسلنا} مفعول به و{تترى} التاء مبدلة من الواو وأصله وترى وهو مصدر كشبعى ودعوى فألفه للتأنيث وهو منصوب على الحالية أي متتابعين فهو مصدر واقع موقع الحال ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف تقديره إرسالا تترى اي متتابعا وفي ألفها ثلاثة أقوال:
1- هي للإلحاق بجعفر كالألف في أرطى ولذلك تؤنث في قول من صرفها.
2- هي بدل من التنوين.
3- هي للتأنيث مثل سكرى ولذلك لا تنون على قول من منع الصرف.
{كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ} {كلما} ظرف متضمن معنى الشرط وجملة {جاء أمة} إما مضاف إليها وإما لا محل لها وقد تقدم تفصيل البحث عن كلما، و{أمة} مفعول مقدم و{رسولها} فاعل مؤخر وجملة {كذبوه} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم. {فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ} الفاء عاطفة وأتبعنا فعل وفاعل و{بعضهم} مفعول به أول و{بعضا} به ثان و{جعلناهم} عطف على أتبعنا والهاء مفعول به أول و{أحاديث} مفعول به ثان، والأحاديث تكون اسم جمع للحديث ومنه أحاديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وتكون جمعا للأحدوثة التي هي مثل الأضحوكة والألعوبة والأعجوبة وهي مما يتحدث به الناس تزجية للفراغ واجتلابا للسلوى ودفعا للملالة وتعجبا وتلهيا، وفي القاموس يقال صاروا أحاديث أي انقرضوا. {فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} الفاء استئنافية وبعدا مصدر لفعل محذوف أي بعدوا بعدا وهذا دعاء عليهم ولقوم تقدم القول في هذه اللام قريبا فجدد به عهدا وجملة {لا يؤمنون} صفة لقوم. {ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ} {ثم} حرف عطف وتراخ و{أرسلنا} فعل وفاعل و{موسى} مفعول به و{أخاه} عطف عليه و{هارون} بدل أو عطف بيان و{بآياتنا} حال أي حال كونهما ملتبسين بآياتنا. فالباء للملابسة و{سلطان} مبين عطف على آياتنا وهي الآيات التي جاء بها وإنما عطف سلطان على آياتنا لما تميزت به تلك الآيات المرهصة من الفضل حتى كأنها ليست منها والا فإن الشيء لا يعطف على نفسه ومن تلك الحجج القاطعة البينة اليد والعصا.
{إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا عالِينَ} {إلى فرعون} متعلقان بأرسلنا و{ملئه} عطف على {فرعون} {فاستكبروا} عطف على {أرسلنا} {وكانوا قوما عالين} كان واسمها وخبرها ومعنى {عالين} متكبرين أو متطاولين على الناس قاهرين لهم بالبغي والظلم، وقد أشار سبحانه إلى ذلك في آية أخرى فقال: {وإن فرعون علا في الأرض}. {فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ} الفاء عاطفة وقالوا فعل وفاعل والضمير يعود على فرعون وملئه والهمزة للاستفهام الانكاري ونؤمن فعل مضارع و{لبشرين} متعلقان بنؤمن، والبشر يقع على الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث، و{مثلنا} صفة وهي كغير في انه يوصف بهما الاثنان والجمع والمذكر والمؤنث قال تعالى: {إنكم إذن مثلهم} وقال: {ومن الأرض مثلهن} ويقال أيضا هما مثلاه وهم أمثاله. {وقومهما} الواو للحال و{قومهما} مبتدأ و{لنا} متعلقان بعابدون و{عابدون} خبر {قومهما}.
{فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ} الفاء عاطفة وكذبوهما فعل وفاعل ومفعول به {فكانوا} عطف على كذبوهما وكان واسمها و{من المهلكين} خبرها. {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} الواو استئنافية وقد حرف تحقيق و{آتينا} فعل وفاعل و{موسى} مفعول به أول و{الكتاب} مفعول به ثان ولعل واسمها والضمير يعود إلى قوم موسى لأن فرعون وقومه كانوا قد بادوا غرقا. {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} الواو عاطفة {وجعلنا} فعل وفاعل و{ابن مريم} مفعول به أول {وأمه} عطف على ابن مريم و{آية} مفعول به ثان ولم يقل آيتين لأن الآية فيهما واحدة وهي الولادة من غير أب ولو قال آيتين لساغ لأن مريم ولدت من غير مسيس وعيسى روح اللّه ألقي إليها وقد تكلم في المهد وكان يحيي الموتى مع معجزات أخرى فكان آية من غير وجه. {وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ} {وآويناهما} عطف على {جعلنا} أي أسكناهما، و{إلى ربوة} متعلقان بآويناهما وقد تقدم القول فيها و{ذات} صفة لربوة و{قرار} مضاف اليه ومعنى القرار الاستقرار أي جعلناها صالحة للاستقرار فيها بما فيها من مغلّات وطاقات وثمار وماء، {ومعين} عطف على قرار.

. [سورة المؤمنون: الآيات 51- 56].

{يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحًا إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (55) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (56)}.

.الإعراب:

{يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ} {يا أيها الرسل} تقدم اعرابها والنداء لجميع الأنبياء بحسب تفاوت الأزمنة المترامية بينهم، و{كلوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{من الطيبات} متعلقان بكلوا والمراد بالطيبات ما حل وطاب. {وَاعْمَلُوا صالِحًا إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} {واعملوا} عطف على {كلوا} و{صالحا} مفعول به أو مفعول مطلق وجملة {إني} تعليل للأمر وان واسمها و{بما} متعلقان بعليم وجملة {تعملون} صلة و{عليم} خبر إن. {وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة للتنبيه على انتظام أمر هذه الأمة وكمال سدادها. وان واسمها و{أمتكم} خبرها وأمة حال لازمة وواحدة صفة {وأنا} الواو عاطفة و{أنا} مبتدأ و{ربكم} خبر، {فاتقون} الفاء الفصيحة واتقوني فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والياء المحذوفة لرسم المصحف مفعول به. {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} الفاء استئنافية وتقطعوا فعل ماض والواو فاعل، و{أمرهم} تقدم اعرابها في الأنبياء وأنها إما نصب على إسقاط الخافض أي تفرقوا في أمرهم أو أنها مفعول به، وعدّى تقطعوا اليه لأنه بمعنى قطعوا، و{بينهم} ظرف متعلق بتقطعوا و{زبرا} حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين، والزبر جمع زبرة بمعنى القطعة أو جمع زبور بمعنى فريق ولها جمع آخر تقدم في الكهف وهو زبر بفتح الباء، و{كل} مبتدأ و{حزب} مضاف اليه و{بما} متعلقان بفرحون و{لديهم} ظرف متعلق بمحذوف صلة و{فرحون} خبر كل حزب. {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} الفاء الفصيحة وذرهم فعل أمر وفاعل مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به والخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم والضمير لكفار مكة و{في غمرتهم} حال أي متخبطين في غمرتهم أو مفعول ثان لذر أي اتركهم متخبطين في غمرتهم، و{حتى} حرف غاية وجر و{حين} مجرور بحتى والجار والمجرور متعلقان بذرهم. {أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ} الهمزة للاستفهام الانكاري التقريعي ويحسبون فعل مضارع وفاعل وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي يحسبون وأن وما اسمها وكان من حقها أن تكتب مفصولة ولكنها كتبت موصولة اتباعا لرسم المصحف وجملة {نمدهم} صلة و{به} متعلقان بنمدهم و{من مال وبنين} حال من الموصول. {نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} الجملة خبر أن، {نسارع} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره نحن و{لهم} متعلقان بنسارع و{في الخيرات} حال، {بل} حرف إضراب انتقالي عن الحسبان و{لا} نافية و{يشعرون} فعل وفاعل معطوف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشيء أصلا كالبهائم لا فطنة لهم ولا شعور يتيح لهم التأمل فيعرفون أن ذلك الإمداد ما هو إلا استدراج لهم واستجرار إلى زيادة الإثم.